والنبى صلى الله تعالى عليه وسلم يحث المؤمنين على القتال، ويقول: من قتل قتيلا فله سلبه، وقد قتل بعض المؤمنين عشرين قتيلا من هوازن، فكانت له أسلابهم.
وكان يتناول زمام بغلة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم العباس عمه، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وكان ممن صبر فى تلك المعركة.
وكان فى المقاتلين فى جيش النبى صلى الله تعالى عليه وسلم نساء مؤمنات، ومنهن أم سليم، وكانت حازمة وسطها ببرد لها وهى حامل، وكانت راكبة جملا، فكانت تخشى أن ينفر، فكانت تأخذ حزامها مع خطامه.
وكانت ترى أن الذين انهزموا كانوا من دعاة التردد والهزيمة، رآها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فقال لها أم سليم، فقالت نعم بأبى أنت وأمى يا رسول الله، اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك، كما تقتل الذين يقاتلونك، فإنهم لذلك أهل، فقال لها رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، أو يكفى الله تعالى يا أم سليم، وكان معها خنجر، فقال لها زوجها ما هذا الخنجر الذى معك يا أم سليم؟
قالت خنجر أخذته إن دنا منى أحد من المشركين بعجته، فقال زوجها ألا تسمع يا رسول الله ما تقول أم سليم!!.
تحارب الناس، واجتلدوا، وكانت هوازن رماة، ولكن رمى الله بالمؤمنين فى أوساطهم وهم يسلبون القتلى، ويكتفون الأسارى.
يروى ابن إسحاق عن جابر بن عبد الله أنه قال: والله ما رجعت راجعة، حتى وجدوا الأسارى مكتفين عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.
[الانتهاء بالهزيمة الساحقة:]
٦٢٣- انتهت المعركة بالهزيمة الساحقة فى حنين، بأن لجأ المنهزمون إلى أوطاس، وذلك بعد أن دعا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وجمع المؤمنين حوله، وكان دعاؤه هكذا:«اللهم إنى أنشدك ما وعدتنى، اللهم لا ينبغى لهم أن يظهروا علينا» ، ونادى أصحابه «يا أصحاب البيعة، يا أصحاب الحديبية: الله، الله، الكرة على نبيكم، يا أنصار الله، وأنصار رسوله، يا بنى الخزرج يا أصحاب سورة البقرة» وأمر من ينادى بذلك، وقبض قبضة من الحصباء فحصب بها وجوه المشركين، وقال:
شاهت الوجوه، فهزم الله أعداءه، وأعداء الحق من كل من حصبهم فيها، واتبعهم المؤمنون يقتلونهم، وغنمهم الله تعالى أموالهم ونساءهم، وذراريهم.