للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيأتى من الأنباء مقامه هو وخالد بجوار صحابة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم الذين رضى الله تعالى عنهم، ورضوا عنه فى بيعة الرضوان.

[سرايا للتعرف في البلاد]

٥٦٩- أخذ النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، يرسل سرايا لمعرفة البلاد وحال القبائل، وخصوصا التى لا يأمن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم جانبها.

فقد بعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم شجاع بن وهب فى أربعة وعشرين إلى جمع من هوازن وأمرهم أن يغيروا عليهم، وكان بعثه يسير الليل ويكمن النهار، جاؤهم على غرة، وأوعز شجاع إلى أصحابه إلى ألا يمعنوا فى الطلب، فأصابوا نعما كثيرة وشاء، فاستاقوا ذلك، حتى قدموا المدينة المنورة، فكانت سهامهم خمسة عشر بعيرا لكل رجل.

ثم قدم أهلوهم مسلمين، فشاور النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أميرهم فى رد السبايا إليه، فردهن، ويقول الحافظ ابن كثير فى تاريخه: قد تكون هذه السرية هى المذكورة فيما رواه الشافعى عن مالك عن نافع أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعث سرية قبل نجد. فكان فيهم عبد الله بن عمر، فأصابت إبلا كثيرة. فبلغت سهامنا اثنى عشر بعيرا. ونفلنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعيرا بعيرا وإنا نحسب أنهما سريتان. إحداهما قبل نجد والآخرى أرسلت إلى هوازن.

[إلي بني قضاعة]

٥٧٠- أخذت سرايا النبى صلى الله تعالى عليه وسلم تتجه إلى أرض الشام ليرتادوا الأراضى التى تتاخم أرض الشام، فيتعرف حالها تمهيدا، أو كشفا للغزوة التى تتجه إلى الشام من بعد، فبعث رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كعب بن عمير الغفارى إلى بنى قضاعة من أرض الشام فى خمسة عشر رجلا، فوجدوا جمعا منهم كبيرا فدعوهم إلى الإسلام، فلم يستجيبوا لهم، ورشقوهم بالنبل. فلما رأى ذلك أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قاتلوهم أشد قتال وكانوا قلة فكاثرهم المشركون بكثرتهم حتى قتل المؤمنون فى سبيل الدعوة إلى الإسلام، وكان فى القتلى جريح اشتدت جراحه، حتى ظن أنه بين الموتى، فما أن أقبل الليل حتى تحامل حتى وصل إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، فهم بأن يبعث إليهم، فبلغه أنهم انسابوا فى الصحراء إلى موضع آخر.

وقد يسأل سائل لماذا يرسل النبى صلى الله تعالى عليه وسلم سرايا قليلة العدد يتغلب عليهم المشركون بالكثرة التى لا قبل لهم بها، فيقتلون جميعا أو كثرتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>