٦٦٥- إن الأنصار ينتمون إلى قبائل يمينة، وكانوا هم الذين أحبوا الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، وهم الذين آووا ونصروا فكان لليمن محبة فى قلبه.
ولقد جاء الأشعريون وأهل اليمن، أو ناس من أهل اليمن، جاؤا إلى النبى صلى الله تعالى عليه وسلم مسلمين يريدون أن يتعرفوا مباديء الإسلام. ويستحافظوا القرآن الكريم.
إن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قال عند قدومهم: قدم قوم هم أرق منكم قلوبا.
فقدم الأشعريون، وجعلوا يرتجزون:
[غدا نلقى الأحبة ... محمدا وصحبه]
وفى صحيح مسلم عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يقول، وقد وفدوا عليه، جاء أهل اليمن هم أرق أفئدة، وأضعف قلوبا للإيمان، والحكمة يمانية والسكينة فى أهل الغنم والفخر والخيلاء فى أهل الوبر.
وروى عن جبير بن مطعم أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم، قال: أتاكم أهل اليمن، كأنهم السحاب، وهم خيار من فى الأرض، فقال رجل من الأنصار: إلا نحن يا رسول الله، فسكت رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، ثم قال إلا نحن يا رسول الله: فسكت ثم قال: إلا أنتم ... كلمة ضعيفة.
كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لا يقبل استثناءهم من أهل اليمن وهم الذروة والسنام.
وإن الإسلام فى ذاته بشرى الخير لمن دخلوا فيه، لقد قال صلى الله تعالى عليه وسلم لوفد بنى تميم: أبشروا يريد بالإسلام، فقالوا بشرتنا، فأعطنا، فغضب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لهذه المادية الطامعة وقال للأشعريين: اقبلوا البشرى، فقالوا قد قبلنا، وفهموها معنوية لا مادية، ثم قالوا يا رسول الله جئنا لنتفقه فى الدين، ونسألك عن أول هذا الأمر، فقال عليه الصلاة والسلام كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب فى الذكر كل شيء.
وهنا نجد ظاهرة تبدو غريبة. وهى مسارعة أهل اليمن ومن حولهم إلى الإسلام، ومقاومة أهل مكة المكرمة للدين الجديد مع أن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم منهم، وكان معروفا لديهم بالصدق والأمانة والبعد عما يؤثر فى الكمال الإنسانى.