للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لأن الله تعالى. أراد السلام وقصد النبى صلى الله تعالى عليه وسلم أن يدخل البيت معظما مشرفا، زاده الله شرفا وتعظيما.

[اللقاء]

٥٩٥- لم نقل المعركة، ولكن قلنا اللقاء، لأنه لقاء التصفية وتنقية القلوب من ضغائنها، وتلاقى النفوس على المرحمة بعد الملاحم، ومن يقدر على ذلك إلا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الذى أرسله رب العالمين الذى ألف بين قلوبهم القائل تعالت كلماته: وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ، فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً، وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها (آل عمران: ١٠٣) .

دخل رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم لا دخول المقاتل، ولكن دخول المسالم الذى يريد أن يفتح القلوب للإيمان، فكان على أحد جانبى الجيش الزبير بن العوام، وعلى الجانب الآخر خالد بن الوليد، وعلى المهاجرين أبو عبيدة عامر بن الجراح، والجميع متجهون صوب مكة المكرمة، من شمالها الزبير بن العوام بمن يقودهم، ومن جنوبها خالد بن الوليد بمن يقودهم، ومن الشمال الغربى أبو عبيدة بالمهاجرين ومن الغرب سعد بن عبادة يقود الأنصار.

وكانت أوامر النبى صلى الله تعالى عليه وسلم ألا يقتلوا ولا يقاتلوا فما دخلوا لحرب ولكن لأجل إقرار السلم.

ولكن علم النبى صلى الله تعالى عليه وسلم وهو فى كتيبته أن أوشاب قريش أو بعضهم، ليسوا من كبرائهم، ورأى أن هؤلاء قد يشوهون وجه اللقاء، فنادى أبا هريرة: اهتف بالأنصار، ولا يأتين إلا أنصاري، فأمر الأنصار بأن يحصدوهم حصدا إذا وجدوا منهم أمرا يخرج المجاهدين السالمين عن سلمهم.

ركزت راية رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عند الحجون.

لقد كان النبى صلى الله تعالى عليه وسلم حريصا على أن يبعد كل نزعة إلى الحرب، ويبعد صاحبها ولو كان عنده من المقربين الذين أيدوه بنصرهم، والناس عنه معرضون.

قال سعد بن عبادة حامل راية الأنصار عندما مر على أبى سفيان، أو جعل شعاره: «اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمات» فقال عمر بن الخطاب: أتسمع. وقال عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله ما نأمن أن يكون له فى قريش صولة، وقال صلى الله تعالى عليه وسلم:

بل اليوم يوم تعظم فيه وتعز فيه الكعبة الشريفة، اليوم يوم أعز الله فيه قريشا. ثم أرسل على بن أبى طالب

<<  <  ج: ص:  >  >>