للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مهيم «١» ؟ فقال: يا رسول الله تزوجت امرأة، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ما أصدقتها، قال:

وزن نواة من ذهب. قال عليه الصلاة والسلام: أو لم ولو بشاة» .

وقد كان المهاجرون غير طامعين في غير الإيواء والكفاف، يروى البخارى عن أبى هريرة «قالت الأنصار للنبى صلى الله تعالى عليه وسلم: أقسم بيننا وبين إخواننا النخيل، قال عليه الصلاة والسلام: لا ويشركوكم في الثمرة، قالوا: سمعنا وأطعنا ... ولقد كان المهاجرون رضى الله تعالى عنهم يستكثرون ما منّ به إخوانهم الأنصار عليهم من أموال، فروى الإمام أحمد عن أنس أن المهاجرين قالوا: يا رسول الله «ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن مواساة في قليل، ولا أحسن بذلا من كثير، لقد كفونا المئونة، وأشركونا في المهنأ، حتى لقد خشينا أن يذهبوا بالأجر كله» قال عليه الصلاة والسلام: لا ما أثنيتم عليهم ودعوتم الله تعالى لهم» .

وإن النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قد جعل المهاجرين يعملون ليستفيد الأنصار منهم كما آووهم ونصروهم، فإنه يروى أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال مخاطبا الأنصار: «إن إخوانكم قد تركوا الأموال والأولاد، وخرجوا إليكم، فقال الأنصار: أموالنا بيننا قطائع، فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: «أو غير ذلك، قالوا وما زال رسول الله يثنى عليهم حتى قال هم قوم لا يعرفون العمل، فتكفونهم، وتقاسمونهم الثمر» .

فالنبى صلى الله تعالى عليه وسلم: «أبى إلا أن يعمل المهاجرون مع الأنصار، ويكون الثمر بينهم قسمة عادلة للأرض حصتها، وللعمل حصته» .

[الألفة بين سكان المدينة المنورة]

٣٣٩- كانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، والمهاجرين بعضهم مع بعض، والأنصار بعضهم مع بعض، تأليفا من الآحاد. وتعاونا بينهم. وهو عقد أواصر المودة الشخصية. وهى أساس للألفة الاجتماعية. والروابط الجماعية. ولكن كان لا بد أن يكون بجوار ذلك تنظيم للعلاقات القبلية أو الأسرية.

والتعاون بين البطون والقبائل، بعد التعاون بين الآحاد بالإخاء. أن يكون الاتصال بينها على أساس التعاون على الخير. ودفع الإثم بينهم، وأن يكونوا جميعا فيما بينهم متماسكين في رفعة الخير. ودفع الشر.

ولذلك اتجه النبى صلى الله عليه وسلم إلى تأليف الجماعات التى كانت تسكن المدينة المنورة من مهاجرين وأنصار ويهود بل مشركين ممن بقوا على وثنيتهم.


(١) الودك الدهن، ولعل دهن الزعفران نوع من العطر، ومهيم، استفهام عن الحال، أى ما هذه الحال التى أنت عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>