٧٣٢- فهذه سيرة النبى صلى الله تعالى عليه وسلم خاتم النبيين، لا ندعى أننا وصلنا إلى الغاية من تصويرها أو توضيحها أو أزلنا غشاوة عنها ولا ندعى أننا تسامينا حتى أدركناها وعلمنا أسرارها وكنهها ونورها فى هذا الوجود ولكنا رأيناها فوق طاقاتنا وأدركنا منها ما استطعنا إدراكه وسددنا وقاربنا وإذا لم تبلغ الشأو ونصل إلى الغاية فإننا قصدنا وأردنا واحتسبنا النية ومثلنا كمثل من أراد أن يبلغ قمة تتصل بالسماء فعجز عن بلوغها فرضى بأن يقف على السطح ويرى النور فوقها فحسبه منها المشاهدة دون الوصول ولقد رأينا فيما رأينا قمة العلم النبوى وإن لم نستوعبه واستغرقنا نور الهداية وإن لم ندرك كل ما جرى.
اللهم اغفر لنا تقصيرنا فإن منشأه قصورنا وإنا نتلمس ونقرب ولا نعلو فإن ذلك فوق طاقتنا وتجاوز وسعنا وهو فوق تكليفنا فإنك قلت وقولك الحق لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها ولا تكلفنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد ما كان وعدد ما يكون وعدد ما هو كائن إلى يوم القيامة إنك نعم المعين ونعم النصير وإنك الموفق والهادى وما توفيقنا إلا بك وهو يشد العزم فى محيط قدرتنا ويقرب البعيد يا أرحم الراحمين.
تم الكتاب بأجزائه الثلاثة بحمد الله وتوفيقه فى ٣ مجلدات