للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- (وَنَحْوِهِمَا) كبَشاعةِ اللَّفظِ، كالتَّعبيرِ بالغائطِ عنِ الخارجِ، وجَهْلِ المُتكلِّمِ أو المخاطَبِ لَفْظَ الحقيقةِ، وكَوْنِ المجازِ أَشْهَرَ مِن الحقيقةِ، وأنْ يَكُونَ مَعلومًا عندَ المُتخاطِبَينِ، ويَقصِدانِ إخفاءَه عن غيرِهما.

- ومنها عِظَمُ مَعناه، كقولِه: «سَلَامُ اللهِ عَلَى المَجْلِسِ العَالِي» فهو أرفعُ في المعنى مِن قولِه: «سَلَامٌ عَلَيْكَ»،

- ومنها كونُه أَدْخَلَ في التَّحقيرِ،

- ومنها ألَّا (١) يَكُونَ للمعنى الَّذِي عُبِّرَ عنه بالمَجازِ (٢) لفظٌ حقيقيٌّ.

(وَيُتَجَوَّزُ) أي: يُصارُ إلى المَجازِ في خمسةٍ وعشرينَ نَوْعًا مِن أنواعِ العَلاقةِ، بناءً على الاستقراءِ:

الأوَّلُ: ما أشارَ إليه بقولِه: (بِسَبَبٍ) أي: إطلاقِ السَّببِ عنِ المُسبَّبِ، وهو أربعةُ أقسامٍ:

- أحدُها: (قَابِلِيٌّ) كتسميةِ الشَّيْء باسمِ قَابِلِه، كقولِهم: سالَ الوادي، والأصلُ: سالَ الماءُ في الوادي، لكنْ لَمَّا كانَ الوادي سببًا قابلًا لسَيَلانِ الماءِ فيه؛ صارَ الماءُ -مِن حَيْثُ القابليَّةُ- كالمُسبَّبِ له، فوُضِعَ لفظُ الوادي له.


(١) في (د)، (ع): أن. والمثبت الموافق لما في: «تشنيف المسامع» للزَّركشي (١/ ٤٥٣)، و «الإبهاج في شرح المنهاج» للسبكي (١/ ٣١٧)، و «الفوائد السنية» للبِرماوي (٢/ ٣٧١)، و «التحبير شرح التحرير» (١/ ٤٣٧).
(٢) في (د)، (ع): المجاز. ينظر: الهامش السابق

<<  <   >  >>