للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(اللَّامُ) الجَارَّةُ

تَأتي (لِلْمِلْكِ) نحوُ: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} (١).

قالَ في «التَّمهيدُ» (٢): هِيَ (٣) (حَقِيقَةٌ) في المِلْكِ (لَا يُعْدَلُ عَنْهُ إِلَّا بِدَلِيلٍ) انتهى.

(وَلَهَا) أي: اللَّامُ (مَعَانٍ) كثيرةٌ، ومَجيئُها لها مذهبٌ كوفِيٌّ، وأمَّا حُذَّاقُ البصريِّين فهي عندَهم على بابِها، ثمَّ يُضَمِّنُون الفعلَ ما يَصلُح مَعَها ويَرَوْنَ التَّجوُّزَ في الفعلِ أسهلَ مِنَ التَّجوُّزِ في الحَرفِ، إذا عَلِمْتَ ذلك فهاكَ المهمَّ مِن مَعانيها لتَعرِفَ:

أحدُها: التَّمليكُ، ومنه: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ} (٤).

الثَّاني: شِبْهُ المِلْكِ، نحوُ: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا} (٥).

الثَّالثُ: التَّعليلُ، ومنه قولُه تَعالى: {لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ} (٦).

الرَّابعُ: الاستحقاقُ، نحوُ: النَّارُ للكافرينَ.

الخامسُ: الاختصاصُ، نحوُ: الجنَّةُ للمُؤمنينَ.

والفرقُ بينَ الاستحقاقِ والاختصاصِ: أنَّ الاختصاصَ أخصُّ؛ فإنَّ ضابطَه ما شَهِدَتْ به العادةُ، كما شَهِدَتْ للفَرَسِ بالسَّرجِ.


(١) آل عمران: ١٨٩.
(٢) «التمهيد في أصول الفقه» (١/ ١١٤).
(٣) ليست في (ع).
(٤) التَّوبة: ٦٠.
(٥) النَّحل: ٧٢.
(٦) النِّساء: ١٠٥.

<<  <   >  >>