للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٧) (وَ) يَكُونُ الإجمالُ أيضًا في (عَامٍّ خُصَّ بِمَجْهُولٍ) فإذا خُصَّ العامُّ بمجهولٍ صارَ الباقي مُحتمَلًا، فكانَ مُجمَلًا (١) كـ: اقتلوا المشركينَ إلَّا بَعضَهم.

(وَ) في عامٍّ خُصَّ بـ (مُسْتَثْنًى وَصِفَةٍ مَجْهُولَيْنِ).

مثالُ المُستثنَى المجهولِ: نحوُ: {إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ} في قولِه تَعالى: {أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ} (٢)؛ فإِنَّه قد استثنى مِن المعلومِ ما لم يُعلمْ، فصارَ الباقي محتملًا فكانَ مُجملًا.

ومثالُ الصِّفَةِ المجهولةِ؛ نحوُ: {مُحْصِنِينَ} موجبٌ للإجمالِ في قولِه تَعالى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ} إلى قولِه: {أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ} (٣)، والإحصانُ غيرُ موجبٍ مُبينٍ؛ لأنَّه صفةٌ مجهولةٌ.

(وَلَا إِجْمَالَ فِي:

(١) إِضَافَةِ تَحْرِيمٍ إِلَى عَيْنٍ (٤) على الصَّحيحِ كـ: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ} (٥) و {أُمَّهَاتُكُمْ} (٦)، واستدلَّ له بأنَّ تحريمَ العينِ غيرُ مرادٍ؛ لأنَّ التَّحريمَ إِنَّمَا يَتَعَيَّنُ بفعلِ المُكَلَّفِ، فإذا أُضِيفَ إلى عينٍ مِن الأعيانِ يُقَدَّرُ الفعلُ المقصودُ منه، ففي المأكولاتِ يُقَدَّرُ الأكلُ، وفي المشروباتِ الشُّربُ، وفي الملبوساتِ اللُّبسُ، وفي الموطوءاتِ الوَطءُ، فإذا أَطلَقَ أحدٌ هذه الألفاظَ سَبَقَ المعنى المرادُ إلى الفَهمِ مِن غيرِ تَوقُّفٍ، فتلك الدَّلالةُ مُتَّضحةٌ لا إجمالَ فيها.


(١) في «د»: عامًّا.
(٢) المائدة: ١.
(٣) النساء: ٢٤.
(٤) في «مختصر التحرير» (ص ١٧٢): العين.
(٥) المائدة: ٣.
(٦) النساء: ٢٣.

<<  <   >  >>