(الثَّالِثُ) مِن المُخَصِّصِ المُتَّصِلِ: (الصِّفَةُ) نحوُ: أَكْرِمْ بني تميمٍ الدَّاخلينَ، فيَقْصُرُ الإكرامَ عليهم، والمرادُ بالوصفِ ما أَشْعَرَ بمَعنًى يَتَّصِفُ به أفرادُ العامِّ، سواءٌ كانَ نعتًا أو عطفَ بيانٍ، أو حالًا، وسواءٌ كانَ ذلك مفردًا أو جملةً أو شِبْهَها، وهو الظَّرفُ والجارُ والمجرورُ، ولو كانَ جامدًا مُؤَوَّلًا بمُشْتَقٍّ، فلو وَقَفَ على ولدِه أبي محمَّدٍ عبدِ اللهِ، وفي أولادِه مَن كُنيتُه «أبو محمَّدٍ» غيرُه؛ اختصَّ به عبدُ اللهِ، كما لو قال: على أنَّه، وبشرطِ أنَّه، ونحوَه.
تنبيهٌ: يَخرُجُ ممَّا تَقَدَّمَ مِن الصِّفَةِ أنْ يَكُونَ الوصفُ خرج مَخرَجَ الغالبِ، فيُطرَحُ مفهومُه كما يَأْتي في مفهومِ المخالفةِ، أو سياقُ الوصفِ لمدحٍ، أو ذمٍّ، أو ترحُّمٍ، أو توكيدٍ، أو تفصيلٍ؛ فلَيْسَ شيءٌ مِن ذلك مُخَصِّصًا للعمومِ.
(وَهِيَ) أي: الصِّفَةُ إذا تَعَقَّبَتْ جُملًا أو مفرداتٍ بواوِ عطفٍ أو بما في معناها، (كَاسْتِثْنَاءٍ فِي عَوْدِ) ـها للكلِّ إنْ صَلُحَ، ولا مانعَ كما تَقَدَّمَ حَتَّى (وَلَوْ تَقَدَّمَتِ) الصِّفَةُ على الموصوفِ، نحوُ:«وَقَفْتُ على مُحتاجي أولادي وأولادِهم»، فتُشتَرَطُ الحاجةُ في الجميعِ على الصَّحيحِ.
وأمَّا إذا كانَتِ الصِّفَةُ مُتوسِّطةً، فالمختارُ رُجوعُها إلى ما وَلِيَتْه، نحوُ:«وَقَفْتُ على أولادي المحتاجينَ وأولادِهم».
(الرَّابِعُ) مِن المُخَصِّصِ المُتَّصِلِ: (الغَايَةُ)، والمرادُ بها أنْ يَأْتيَ بعدَ العامِّ حرفٌ مِن أَحرُفِ الغايةِ، كـ:«إلى» و «حتَّى» و «اللَّامِ»،
مثالُ «إلى» و «حتَّى»: أكرِم بني تميمٍ إلى، أو حتَّى، أنْ يَدخُلوا. فيُقصَرُ على غيرِهم.