للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فَصْلٌ)

تَنقسمُ الكنايةُ إلى: حقيقةٍ، ومجازٍ،

فـ (الكِنَايَةُ:

(١) حَقِيقَةٌ) وذلك (إِنِ اسْتُعْمِلَ اللَّفْظُ فِي مَعْنَاهُ) أي: مَعنى ذلك اللَّفظِ الموضوعِ له حقيقةً، (وَ) لكنْ (أُرِيدَ) بإطلاقِه (لَازِمُ المَعْنَى) الموضوعِ له، كقولِهم: «كثيرُ الرَّمادِ» يُكَنُّونَ عن كَرَمِه، فكثرةُ الرَّمادِ مُستعمَلٌ في مَعناه الحقيقيِّ، ولكنْ أُريدَ به لازمُه وهو الكَرَمُ، وإنْ كانَ بواسطةِ لازمٍ آخَرَ؛ لأنَّ لازمَ كثرةِ الرَّمادِ كثرةُ الطَّبخِ (١) ولازمَ كثرةِ الطَّبخِ (٢) كثرةُ الضِّيفانِ، ولازمَ كثرةِ الضِّيفانِ الكرمُ، وكلُّ ذلك عادةٌ، فالدَّلالةُ على المعنى الأصليِّ بالوضعِ، وعلى اللَّازمِ بانتقالِ الذِّهنِ مِن الملزومِ إليه.

(٢) (وَ) الكنايةُ (مَجَازٌ) وذلك (إِنِ) اسْتُعْمِلَ اللَّفظُ في غيرِ مَعناه، و (لَمْ يُرِدِ المَعْنَى) الحقيقيَّ، (وَ) إِنَّمَا (عُبِّرَ بِالمَلْزُومِ عَنِ اللَّازِمِ) بأنْ يُطلِقَ المُتكلِّمُ كثرةَ الرَّمادِ على اللَّازمِ وهو الكَرَمُ مِن غيرِ ملاحظةِ الحقيقةِ أصلًا، والعلاقةُ فيه إطلاقُ الملزومِ على اللَّازمِ، والأصحُّ أنَّ لفظَ الكنايةِ حقيقةٌ مطلقًا.

(وَالتَّعْرِيضُ حَقِيقَةٌ وَهُوَ) أي: التَّعريضُ: (لَفْظٌ مُسْتَعْمَلٌ فِي مَعْنَاهُ) أي: مَعنى ذلك اللَّفظِ (مَعَ التَّلْوِيحِ بِغَيْرِهِ) أي: بغيرِ ذلك المعنى المستعمَلِ فيه، كقولِ إبراهيمَ -عليه السلام-: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} (٣) غَضِبَ أنْ عُبِدَتْ


(١) في (ع): الطَّبيخ.
(٢) في (ع): الطَّبيخ.
(٣) الأنبياء: ٦٣.

<<  <   >  >>