للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَكْرِمْ بني تميمٍ، وبني أسدٍ، وبني بكرٍ المؤمنينَ، أَمْكَنَ كَوْنُه تمامًا لـ «بكرٍ» فقط، وبشرطِ كونِهم مُؤمنينَ، أو على أنَّهم مُتَعَلَّقٌ بالإكرامِ وهو للجميعِ معًا كقولِهم: إنْ كانُوا مُؤمنينَ.

(وَ) كذا (يَتَعَلَّقُ حَرْفُ جَرٍّ مُتَأَخِّرٌ بِالفِعْلِ المُتَقَدِّمِ) وهو قولُه: «أَكْرِمْ»، وهو الكلامُ والجملةُ، فيَجِبُ الفرقُ بينَ ما تَعَلَّقَ بالاسمِ وما تَعَلَّقَ بالكلامِ.

تنبيهٌ: قال الشَّيخُ (١): والوقفُ على جملٍ أَجنبِيَّاتٍ: كالوقفِ على أولادِه، ثمَّ أولادِ فلانٍ، ثمَّ المساكينِ، على أنَّه لا يُعطَى منهم إلَّا صاحبُ عيالٍ؛ يُقَوِّي اختصاصَ الشَّرطِ بالجملةِ الأخيرةِ؛ لأنَّها أجنبيَّةٌ مِن الأُولى.

(وَإِشَارَةٌ بِـ «ذَلِكَ») بعدَ جُملٍ (وَتَمْيِيزٌ بَعْدَ جُمَلٍ: يَعُودَانِ) أي: الإشارةُ بذلك والتَّمييزُ (إِلَى الكُلِّ) أي (٢): كلِّ الجملِ المُتقدِّمةِ،

مثالُ الإشارةِ بذلك: قولُه تَعالى: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} (٣) يَجِبُ عَوْدُه إلى جميعِ ما تَقَدَّمَ، وعَوْدُه إلى بعضِه لَيْسَ بلغةِ العربِ، ولهذا لو قال: «مَن دَخَلَ وخَدَمَني وأَكْرَمَني فله درهمٌ»؛ لم يَعُدْ إلى الدُّخولِ فقط، وإذا عادَ إلى الجميعِ؛ فالمؤاخذةُ بكلٍّ مِن الجملِ، فالخُلُودُ للكفرِ، والمضاعفةُ في قدرِ العذابِ لِما ذَكَرَه مِن الذُّنوبِ، قاله ابنُ عَقِيلٍ (٤).

ومثالُ التَّمييزِ: لو قال: «له عليَّ ألفٌ وخمسون درهمًا»؛ فالجميعُ دراهمُ على الصَّحيحِ.


(١) «مجموع الفتاوى» (٣١/ ١٥٧).
(٢) في «د»: أي إلى.
(٣) الفرقان: ٦٨.
(٤) «الواضح في أصول الفقه» (٣/ ١٣٧).

<<  <   >  >>