للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وَالكِتَابَةُ: كَلَامٌ حَقِيقَةً) قالَتْ عائشةُ -رضي الله عنها-: ما بينَ دَفَّتَيِ المصحفِ كلامُ اللهِ.

وأجمعَ السَّلَفُ على أنَّ الَّذِي بينَ الدَّفتَينِ كلامُ اللهِ.

وقالَ ابنُ قُتَيْبَةَ: لسْنا نَشُكُّ أنَّ القُرآنَ في المُصحفِ على الحقيقةِ لا على المجازِ، كما يَقولُه بعضُ أهلِ الكلامِ: أنَّ الَّذِي في المُصحفِ دليلٌ على القُرآنِ (١).

وَقِيلَ: إنَّ الكتابةَ لا تكُونُ كلامًا حقيقةً.

قالَ صاحبُ «الأصلِ»: وهو أظهرُ وأصحُّ (٢).

(وَ) قَالَ الإمامُ أحمدُ، وعبدُ اللهِ بنُ المباركِ، والبُخاريُّ وأئمةُ الحديثِ: (لَمْ يَزَلِ اللهُ تَعَالَى مُتَكَلِّمًا كَيْفَ شَاءَ وَإِذَا شَاءَ بِلَا كَيْفٍ).

قالَ القاضي: إذا أرادَ أنْ يُسمِعَنا (٣).

وقالَ الإمامُ أحمدُ أيضًا: لم يَزَلِ اللهُ (يَأْمُرُ بِمَا شَاءَ (٤) وَيَحْكُمُ).

قالَ السَّلفُ والأئمَّةُ: إنَّ اللهَ تَعالى يَتَكَلَّمُ بمشيئتِه وقدرتِه، وإنْ كانَ مع ذلك قديمَ النَّوعِ، بمَعنى أنَّه لم يَزَلْ مُتَكَلِّمًا إذا شاءَ، فإنَّ الكلامَ صفةُ كمالٍ، [ومَن يَتَكَلَّمُ أكملُ ممَّن لا يَتَكَلَّمُ] (٥)، ومَن يَتَكَلَّمُ بمشيئتِه وقدرتِه أكملُ


(١) «تأويل مختلف الحديث» (ص ٢٩١).
(٢) «التحبير شرح التحرير» (٥/ ٢١٦٥).
(٣) ينظر: «التحبير شرح التحرير» (٣/ ١٢٤٦)، و «أصول الفقه» (١/ ٢٩٦).
(٤) في «مختصر التحرير» (ص ٨٩): يشاء.
(٥) ليست في (ع).

<<  <   >  >>