للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٥) (وَ) يَجري أيضًا في (مُشْتَقٍّ) على الصَّحيحِ، كإطلاقِ اسمِ الفاعلِ، واسمِ المفعولِ، والصِّفةِ المُشَبَّهةِ، ونَحوِها مِمَّا يُشتَقُّ مِن المصدرِ، كإطلاقِ «مُصَلٍّ» في الشَّرعِ على «الدَّاعي».

(٦) (وَ) يَجري أيضًا في (حَرْفٍ) على الصَّحيحِ، كما في «هل» تَجَوَّزوا بها عنِ الأمرِ، والنَّفيِ (١) والتَّقريرِ، كقولِه تَعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} (٢) أي: فانتهوا، وكقولِه تَعالى: {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} (٣) أي: ما تَرى لهم مِن باقيةٍ، وكقولِه تَعالى: {هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ} (٤).

(وَ) حَكَى بَعضُهم أنَّ المجازَ (يُحْتَجُّ بِهِ) إجماعًا (٥)؛ لأنَّه يُفيدُ مَعنًى مِن طريقِ الوضعِ، كما أنَّ الحقيقةَ تُفيدُ مَعنى مِن طريقِ الوضعِ، ألا تَرى إلى قولِه تَعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (٦) فإنَّه يُفيدُ المعنى وإنْ كانَ مَجازًا، وأنَّ مِن المعلومِ أنَّ المرادَ أَعْيُنُ الوجوهِ نَاظرةٌ؛ لأنَّ الوجوهَ لا تَنْظُرُ.

(وَلَا يُقَاسُ عَلَيْهِ) أي: المجازِ؛ لأنَّه نُصَّ على وَضْعِه، فلا يُقالُ: سَلِ البساطَ والسَّريرَ؛ لأنَّه مُستعارٌ مِن حقيقةٍ، فلو قِيسَ عليه كانَ استعارةً مِنه، فيَتَسَلْسَلُ، ولهذا مَنعوا مِن تصغيرِ المُصَغَّرِ.

(وَ) المجازُ (يَسْتَلْزِمُ الحَقِيقَةَ) لأنَّه ما تُجُوِّزَ به عن مَوضوعِه، فاحتَجُّوا بمُجرَّدِ الوَضْعِ، (وَ) الحقيقةُ (لَا تَسْتَلْزِمُهُ) فتُوجَدُ حقيقة (٧) وَلَا يُوجدُ لها مجازٌ.


(١) ليست في د.
(٢) المائدة: ٩١.
(٣) الحاقة: ٨.
(٤) الرُّوم: ٢٨.
(٥) ليست في د.
(٦) القيامة: ٢٢ - ٢٣.
(٧) في (ع): الحقيقة.

<<  <   >  >>