للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالَ المُؤَلِّفُ (١) رَحِمَه اللهُ تَعالى:

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) والباءُ فيهِ للاستعانةِ أو للمُصاحَبةِ، مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ: اسمٍ أو فعلٍ، مُقَدَّمًا كلٌّ مِنهما أو مُؤَخَّرًا، كقولِك: ابتدائي أو أَبْتَدِئُ، وتقديرُه مُؤَخَّرًا أو فِعلًا أَوْلى؛ لأنَّ الأصلَ في العملِ للأفعالِ، وتقديمُ المَعمولِ يُفيدُ الحَصرَ. وَقِيلَ: الأَوْلَى تَقديرُه اسمًا مُقَدَّمًا.

و «الله» عَلَمٌ على الذَّاتِ الواجبِ الوُجودِ، المُستحقِّ لجميعِ المَحامِدِ، وهو مُختَصٌّ به تَعالى فيَعُمُّ جميعَ أسمائِه الحُسنى.

فائدةٌ

قالَ البَنْدَنِيجِيُّ (٢): أكثرُ أهلِ العِلمِ على أنَّ الاسمَ الأعظمَ هو اللهُ (٣)، واختارَ النَّوويُّ (٤) -تَبَعًا لجماعةٍ- أنَّه الحيُّ القيُّومُ.

و «الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» صِفَتَانِ بُنِيَتَا للمبالغةِ مِن «رَحِمَ»، وقُدِّمَ «اللهُ»؛ لأنَّه اسمُ ذاتٍ، وقُدِّمَ «الرَّحمنُ» على «الرَّحيمِ»؛ لأنَّه خاصٌّ به تَعالى بخلافِ «الرَّحيمِ».

(الحَمْدُ للهِ) الحمدُ لغةً: الثَّناءُ باللِّسانِ على الجَميلِ الاختياريِّ على


(١) ليست في (ع).
(٢) هو القاضي الحسنُ بنُ عبدِ اللهِ أبو عليٍّ البَنْدَنِيجِيُّ، صاحبُ «الذَّخيرةِ»، وأحدُ العظماءِ مِن أصحابِ الشَّيخ أبي حامدٍ، وله عنه تعليقةٌ مشهورةٌ. يُنظرُ: «طبقات الشَّافعيَّة الكبرى» للسُّبْكِيِّ (٤/ ٣٠٥).
(٣) يُنظرُ: «كفاية النَّبيهِ في شرحِ التَّنبيهِ» لابنِ الرِّفعةِ (١٤/ ٤١٦)، و «النَّجم الوَهَّاج في شرحِ المنهاجِ» للدَّميريِّ (١٠/ ١١)، و «عُجالة المحتاجِ إلى توجيهِ المنهاجِ» لابنِ الملقِّنِ (ص ٥٨)، و «أسنى المطالبِ» لزكريَّا الأنصاريِّ (٤/ ٢٠٣).
(٤) «فتاوى النَّوويِّ» (ص ٢٧٧).

<<  <   >  >>