للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بينَ عدمِ دُخولِه في لفظِ العامِّ وبينَ خروجِه بعدَ أنْ دَخَلَ، والخلافُ لفظيٌّ على الأصحِّ، ويَشهَدُ له قولُ الأستاذِ أبي منصورٍ: أَجمَعُوا على صِحَّةِ دَلالةِ العقلِ على خُرُوجِ شيءٍ عن حُكْمِ العُمومِ (١).

(٢) (وَ) القِسْمُ الثَّاني مِن المُخصِّصِ: (مُتَّصِلٌ) وهو ما لا يَستَقِلُّ بنَفْسِه بل مُرتَبِطٌ بكلامٍ آخَرَ.

(وَهُوَ أَقْسَامٌ) أربعةٌ، أو خمسةٌ:

- (اسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِلٌ) وشرطٌ، وصفةٌ، وغايةٌ، زادَ الآمِدِيُّ ومَن تَبِعَه: بدلُ البعضِ، فالاستثناءُ مأخوذٌ مِن الثَّنْيِ وهو العَطفُ. تَقولُ: ثَنَيْتُ الحَبْلَ أَثْنِيه إذا عَطَفْتَ بَعضَه على بعضٍ، وقيلَ: مِن ثَنَيْتُه عنِ الشَّيْءِ إذا صَرَفْتُه عنه (٢).

(وَهُوَ) شيئانِ: استثناءٌ مُتَّصِلٌ، واستثناءٌ مُنقطِعٌ، والمرادُ هنا المُتَّصِلُ، أمَّا المُنفصِلُ فالرَّاجحُ أنَّه لا يُعَدُّ مِن المُخصِّصاتِ، وفي تعريفِ كلٍّ مِنهما عباراتٌ ذَكَرَ منها في المُتَّصِلِ ما قالَه الأصحابُ والأكثرونَ:

(إِخْرَاجُ مَا) أي: إخراجُ شيءٍ (لَوْلَاهُ) أي: لولا الاستثناءُ (لَوَجَبَ دُخُولُهُ) أي: دخولُ ذلك الشَّيْءِ في الكلامِ (لُغَةً) فلا يُقَدَّرُ إخراجُ ما لَولاه لجازَ دُخولُه على الصَّحيحِ.

إذا عَرَفْتَ ذلك فالإخراجُ يَكُونُ (بِـ «إِلَّا»، أَوْ إِحْدَى أَخَوَاتِهَا) وهي الثَّمانيةُ المشهورةُ الَّتي مِنها ما هو حرفٌ اتِّفاقًا كـ: «إلَّا»، أو على الصَّحيحِ كـ: «حاشا»، ويُقالُ فيها: حاشَ وحَشَا، ومنها ما هو فعلٌ كـ: «لا يَكُونُ»،


(١) ينظر: «تشنيف المسامع» للزَّركشي (٢/ ٧٧١)، و «الفوائد السَّنية» للبِرماوي (٤/ ١٤٠).
(٢) «الإحكام في أصول الأحكام» (٢/ ٢٩٢).

<<  <   >  >>