للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك الشَّيءُ، وثُبوتُه واجبٌ، فتَعَيَّنَ ألَّا يُرادَ نفيٌ، وذلك إمَّا بزيادةِ «الكافِ»، أو «مِثْل».

(وَ) العشرونَ: باعتبارِ (نَقْصٍ) بأنْ تُنْقِصَ لَفْظًا مِن المُركَّبِ، ويَكُونَ كالموجودِ للافتقارِ إليه، كقولِه تَعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ} (١) أي: عبادَ اللهِ وأهلَ دِينِه.

(وَ) الحادي والعشرونَ: باعتبارِ عَلاقةِ مُشابَهَةٍ بِـ (شَكْلٍ) كالأسدِ على ما هو بشَكْلِه مِن مُجَسَّدٍ، أو مَنقوشٍ، وربَّما وُجِدَتِ العَلاقَتانِ، كقولِه تَعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ} (٢).

(وَ) الثَّاني والعشرونَ: باعتبارِ عَلاقةِ مشابهةٍ في مَعنًى، كالأسدِ للشُّجاعِ، بشرطِ أنْ يكونَ (صِفَةً ظَاهِرَةً) لا خَفِيَّةً؛ ليَخرجَ إطلاقُ الأسدِ على الأَبْخَرِ؛ لأنَّ البَخَرَ فيه خَفِيٌّ.

(وَ) الثَّالثُ والعشرونَ: إطلاقُ تسميةِ البدلِ بِـ (اسْمِ) المُبْدَلِ، كتَسميةِ الدِّيَةِ دَمًا، كقولِه -عليه السلام-: «أَتَحْلِفُونَ (٣) وَتَسْتَحِقُّونَ دَمَ صَاحِبِكُمْ» (٤) أنَّه مِن مَجازِ الحَذْفِ؛ أي: بَدَلَ دَمِه.

(وَ) الرَّابعُ والعشرونَ: باعتبارِ اسمٍ مُقَيَّدٍ على مُطْلَقِ، كقولِ الشَّاعرِ (٥):

إِذَا مِتُّ كَانَ النَّاسُ نِصْفَانِ: شَامِتٌ … وَآخَرُ مُثْنٍ بِالَّذِي كُنْتُ أَفْعَلُ


(١) المائدة: ٣٣.
(٢) طه: ٨٨.
(٣) في (ع): تحلفون.
(٤) رواه البخاريُّ (٣١٧٣)، ومسلمٌ (١٦٦٩) مِن حديثِ سهلِ بنِ أبي حَثْمَةَ قال: انْطَلَقَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَهْلٍ، وَمُحَيِّصَةُ بْنُ مَسْعُودِ بْنِ زَيْدٍ، إِلَى خَيْبَرَ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صُلْحٌ .. الحديثَ.
(٥) مِن الطَّويلِ، للعُجَيْرِ بنِ عبدِ اللهِ السَّلوليِّ، شاعرٌ إسلاميٌّ مُقِلٌّ، والبيتُ من شواهدِ سِيبَوَيْه في الكتابِ (١/ ٧١)، ورُوِيَ البيتُ «نِصفانِ» مكانَ «صنفانِ». ورُوِيَ كذلك بنصبِ «نِصْفَيْنِ» أو «صِنْفَيْنِ» كما في أغاني الأصفهانيِّ، وعليه فلا شاهدَ.

<<  <   >  >>