حولي: إن لجنة باريس عرفت من اختارت لهذا العمل العظيم. وشعرت كأن قلبي قدَّ من فولاذ لنني لم أتأثر قط، ولم أكترث لذينك الرجلين البريئين.
وكأنما قنط غوميز من النجاة فأشار لنا بيده، ورمى محفظة الجلد السوداء فالتقطتها وأنا لا أعلم قصده من وضعها بين أيدينا.
وسمعنا بعد هنيهة قرقعة عظيمة منها أن القطار المخصوص قد وقع في الهوة. وحدث على أثر سقوطه انفجار هائل سمع له دوي شديد وتكاثف الدخان في الجو، فقلنا إن ذلك إنما كان من انفجار مرجل القطار. . . ثم ساد على تلك النواحي سكون عميق!!!
حينئذ تحولنا إلى محو كل أثر يدل على ارتكاب هذه الجريمة. فاقتلعنا الخطوط الحديدية التي كنا قد وصلنا بها خط المنجم بالخط العام، وأعدناها بذلك إلى ما كانت عليه من قبل ثم تفرقنا فذهب كل منا في سبيله.
أما محفظة الجلد فقد احتفظت بها لنفسي لأن الحكمة تقضي بأن لا يجرد المرء نفسه من السلاح لاسيما متى كان كثير الصلات بمثل أولئك الرجال العظام الذين أريد منهم اليوم أن يستصدروا العفو عني. وإنهم فاعلون ذلك ولا ريب، لأنهم يعلمون أن أوراق المرحوم لويس كاراتال هي في محفظة الجلد السوداء.
حاشية: راجعت ما كتبته الساعة فوجدت أني نسيت أن أقول كلمة عن مك فرسن الذي كتب إلى زوجته يستقدمها إليه في نيويورك. لقد كان من شأن تلك الرسالة أن توقع ذلك الغبي في شبكة البوليس. فكان من المحتم علينا والحالة هذه، أن نفصل بين هذا الرجل وامرأته ففعلنا. واني أشير على هذه المرأة أن تتزوج إذا شاءت فقد أزلنا من طريق زواجها كل عقبة.