للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مروان بن الحكم في تعسفه وجوره أو هذا الأعرابي في جوعه وفقره. .؟ فأنشدت تقول:

هذا وإن كان في جوع وأضرار ... أعز عندي من قومي ومن جاري

وصاحب التاج أو مروان عامله ... وكل ذي درهم عندي ودينار

ثم قالت: والله يا أمير المؤمنين، ما أنا بخازنته لحادثات الزمان، ولا لغدرات الأيام؛ ولكن له صحبة قديمة لا تنسى، ومحبة لا تبلى؛ وأنا أحق من يصبر معه في الضراء، كما

تنعمت في السراء.

فتعجب معاوية من عقلها ومودتها ووفائها، فدفع لها عشرة آلاف درهم، ودفه مثلها للأعرابي، فأخذها وانصرف.

الاتليدي

[تاريخ المهاجرة وأسبابها]

كثر ذكر المهاجرة في هذه الأيام وأفاض الكتاب الكلام فيما يتهدد سورية من الخراب من سفر أبنائها. فرأينا أن نورد هنا تاريخ هذه المهاجرة إلى أمريكا مستندين في أقوالنا وتعليماتنا إلى كتاب جميل أفندي حلوه الذي تكلمنا عنه في الجزء الفائت ص ٤٠٨ ووعدنا بالرجوع إليه:

كان ذكر العالم الجديد، ولا يزال، مقروناً بالخيرات والبركات، ولكم صور في أدمغة الأوروبيين والشرقيين جبالاً من الذهب تناطح السحائب، وآباراً تفيض من التبر سكائب، حتى كادوا يظنون أن لا شيء يعوزهم هناك إلا المجارف لتجميع ما فيها من مال تليد وطارف. مع أن

<<  <  ج: ص:  >  >>