ابتساماتنا وماذا تفعل بشعلات قلوبنا المتطايرة! هل تذهب بها إلى ما وراء الشفق - إلى ما وراء هذه الحياة. أم تجرها فريسة إلى المغائر البعيدة والكهوف المخيفة، وهناك تقذفها يميناً وشمالاً حتى تضمحل وتختفي؟
في سكينة الليل تبيح لك القلوب أسرارها. وعند الفجر تحلك العيون اهتزازات أجفانها. فهل أنت ذاكر ما شعرت به القلوب وما رأته العيون!
بين جنحيك يستودع الفقير صدى انسحاقه، واليتيم حرقته، والحزينة تأوهاتها، وطي أثوابك يضع الغريب حنينه والمتروك لهفته والساقطة عويل نفسها. فهل أنت حافظ لهؤلاء الصغار ودائعهم. أم أنت كهذه الأرض لا نودعها شيئاً إلا تحوله إلى جسمها؟
أسامع أنت هذا النداء وهذا العويل، وهذا الضجيج وهذا البكاء، أم أنت كالأقوياء من البشر تمتد إليهم الكف فلا يلتفتون وتتصاعد نحوهم الأصوات فلا يسمعون؟
أسامع أنت يا حياة للمسامع؟
خليل جبران خليل
[عناصر الجنس المصري]
كلها من جنس واحد
يصدر هذا العدد من الزهور والمؤتمر المصري لا يزال منعقداً في مصر الجديدة يتباحث أعضاؤه في شؤون البلاد الاجتماعية والاقتصادية ويضيق نطاق هذه المجلة عن إيراد كل ما جرى وقيل في هذا المجتمع الكبير، كما أن ذلك خارج