ونشر سلطانهم , إلاَّ اتخذوها , مُقدِمين عليها بلا خوفٍ ولا وَجلٍ. ولم يدعوا باباً يوصلهم إلى غايتهم الشريفة , إلاَّ طرقوه بدون تردُّد أو تهاون. فالتاريخ يشهد إذاً بما كان لهم من صفات الفاتحين , كالشهامة والأقدمين , ولاسيما التفاف بعضهم حول بعض , وجمع شملهم ووحدة كلمتهم وإخلاصهم وشدَّة حبهم لبلادهم. فبالله ماذا جرى لنا حتى أصبحنا في مؤخرة الأمم المتمدينة؟ إِنَّ بلادنا لم تتغير , رجالها هم أبناءُ أولئك الأجداد وأحفاد أولئك الأبطال. فماذا دهانا حتى وصلنا إلى هذه الدرجة التي لا تسرّ؟ أظنُّ أننا تهاونّاً في أمورنا , فحلَّت علينا المذلة والمسكنة , وتركنا شؤوننا فغشيَنا من النعس ما غشيَنا
الأمير محمد علي
[الرقص المصري]
قال العلاّمة ويلكنسون المؤرّخ الانكليزي في كلامٍ لهُ عن الحضارة المصرية: إِنَّ نساءَ قدماءِ المصريين كنَّ يرقصنَ في الفرح والترح على السواءِ. وتوجد في المقابر المصرية , في بني حسن بمديرية المنيا , صورٌ عديدة تمثّل الراقصات وهنَّ يتمايلن طرباً وسروراً على نغمات الدفوف والعيدان. ولا يختلف رقص البطن المعروف عند المصريين الآن. وأُضيفُ إلى ذلك أنَّ لباسَ الرقص عند بعضهنَّ كان عبارةً عن نسيجِ رفيع من القطن مفصَّل بشكل الجسم , ومنهُ يُرى