لقد عرف العالم أجمع تولستوي ومبادئه الفلسفية وقد قرأوا مصنفاته الكثيرة حتى طبق صيته الخافقين، فلم يبق محل إلا وانتشر فيه اسم هذا الفيلسوف العظيم ولا مجلة إلا وذكرت اسم هذا الحكيم بالإعجاب والتكريم. ولكن قليلون هم الذين يعرفون فيلسوف روسيا الثاني الكاهن العظيم كابون. ولذا أحببت أن أنقل لقراء العربية على صفحات الزهور ترجمة حياة هذا الكاهن العظيم وشيئاً من مبادئه السامية التي أدهشت العالم بأسره وخصوصاً الروس وقد عاش بينهم وتألم لآلامهم، الأمر الذي جعله مكرماً ومحبوباً من الفلاحين البؤساء الذين كانوا يعاملون معاملة قاسية تقشعر لهولها الأبدان ويندى منها جبين الإنسانية خجلاً، وأنني أنقل هذا عن إحدى المجلات الأميركية بقلم إحدى سيدات روسيا اللائي لهن القدح المعلى في فن الإنشاء واسمها بريبشكوفسكا.
قالت: لقد خفي اسم هذا الكاهن العظيم قائد فلاحي روسيا يوم ثار ثائرهم من جراء الظلم الذي أصابهم من أصحاب الأملاك. وإن ما يعرف من مبادئ هذا الأب الورع المحروم من الكنيسة لتصرفه تصرف مهيج سياسي لهو أقل من القليل. ذلك لانصراف أفكار الجمهور للمظاهر الخارجية والترهات الباطلة. فسداً لهذا النقص وحباً في نشر مبادئه السامية القاضية على الظلم وذويه، أحببت أن أنشر عنه ما يزيد العموم معرفة به: