تقدم الكلام في هذه المجلة (٢: ٢٨٧) عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رأس الوهابية بمنزلة كونه منهض دين الإسلام في النجديين عند انحطاطه فيهم , والآن نذكر ترجمته لكونه عالماً ناشراً الآداب في بلاده , نلخصها عن عدة كتب مخطوطة , منها: كتاب عنوان المجد. في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد , للسيد إبراهيم فصيح الحيدري , وكتاب روضة الأفكار والإفهام , لمرتاد حال الإمام , وتعداد غزوات ذوي الإسلام , للشيخ حسين بن غناَّم الإحسائيّ , فنقول:
١ - الشيخ محمد من بيت علم - كان أبوه الشيخ عبد الوهاب عالماً فقيهاً على مذهب الإمام احمد بن حنبل؛ وكان قاضياً في بلدة العُيينة , ثم في مدينة حريملة (تصغير حرملة) , وذلك في منبلج القرن الثاني عشر من التاريخ الهجري , وكان له معرفة تامة بالحديث والفقه والتفسير وغيرها , وله أسئلة وأجوبة في هذه الأبحاث. وكان والد الشيخ عبد الوهاب الشيخ سليمان عالماً فقيهاً أعلم علماء نجد في عصره , وله اليد الطولي في العلم , وانتهت إليه رئاسته في نجد. صنَّف ودرَّس وأفتى. إلا أن الشيخ عبد الوهاب , وجده الشيخ سليمان , بل كان شديد التعصب , كثير الاعتراض على العلماء , ويجوّز قتال من خالفهُ , بل يعتقد كفره , ويسمي قتال المسلمين المخالفين لآرائه