الشرع الذي خولك الحق بمحاربتي وقتلي، خولني الحق الصراح بقتالك وإراقة دمك. والقانون الذي أباح لك أن تجتاح بلادي، أباح لي أن أدافع عن نفسي ووطني بكل أنواع الدفاع. الشر بالشر والبادئ أظلم. اقتلني إذا استطعت ولا تهزأ بي، كما أقتلك إذا قدرت ولا أسخر منك. سواءٌ علي وسواء عليك رصاص دم دم أو مدافع كروب ومكسيم!!
ولكن حبذا قول ولي الدين يكن:
لا أحب الوغى ولا أنا منه ... كل ما يقتل النفوس حرام
[محاكم الأحداث]
محاكم الأحداث التي نحن بصددها غايتها العظمى إصلاح الأحداث بأية طريقة كانت. فلا يوجد لديها نظامات مسنونة تجري عليها في معاملة هؤلاء الأحداث فهي تعامل كل ولد بحسب مقتضى حاله وظروفه. تبحث لتمنع وقوع الذنب أو الجرم قبل ارتكابه وغرضها الإصلاح والمساعدة. مساعدة الذين يريدون أن يساعدوا أنفسهم دون أن يتسنى لهم ذلك.
فتسهل لهم السبل وتوردهم أقرب موارد الإصلاح وهم لو تركوا وشأنهم لأصبحوا أشقياء قتلة مجرمين فهي تشعر بعظم مسؤوليتها وتعلم أن الولد يشب على ما يربى عليه. فتبدأ من البدء وتزيل الموانع والعقبات القائمة في سبيل ترقيه. وترده عن الطريق التي قد تؤدي به إلى الهلاك والشقاء، فتغرس في نفسه حب الفضائل والصفات الشريفة في زمنٍ تتأثر عواطفه