نعت الماتين إلى قرائها , في أحد أعدادها الأخيرة , قهوة من قهوات باريس المعدودة وهي القهوة الانكليزية وقالت أن أعضاء الجوكي كلوب حضروا احتضارها واحتفلوا تحت رئاسة البرنس يواقيم مورات بتابيتها وعزى بعضهم البعض على تصرم أنفاسها ثم ودعوها الوداع الأخير بأن شربوا مئات من زجاجات الخمور التي طال عليها القدم منها ما يرجع عهد عصيره إلى سنة١٨٧٤ وإلى سنة ١٨٦٥ وإلى سنة ١٨٥٨. ومن غريب الاتفاق , أنني بعد مطالعة هذا النعي , أتاني صديق من زبائن الاسبلندد بار وقال: البقية في حياتك! فقد عزمت شركة استين على استئجار نصف عمارة الخاصة الخديوية المشرقة على شارع كامل فتصبح الاسبلندد بار , وهي محط رحال الأدباء ورجال القلم , أثراً بعد عين!! فأخبرت صديقي بنبأ الماتين عن القهوة الانكليزية وقلت له: إذا صحَّ خبرك فليست الاسبلدد بار أول نادٍ حر للأدباء تذهب بهِ الأيام أو ينطوي ذكره ولا يخلد له خبر. وربما لا يوجد الآن في مصر عشرة يذكرون قهوة انطون وهي قهوة خشية كانت مجمعاً للأدباء والمشتغلين بالسياسة والفلسفة في أواخر أيام إسماعيل. ففيها جلس جمال الدين ومحمد عبده وسليم تقلا وتحت ظلال أشجارها غرست أول بذرة لفك الشرقيين من قيود الاستعباد الفكري. وبقيت ملتقى لذوي الأفكار الناضجة حتى عهد الثورة العرابية. ثم تحوَّلت ندوة للمغنى والرقص البلدي وأنشئت في مكانها عمارة بنك الكريدي ليونيه الحاضرة. ورغب الكثيرون من أهل الأدب , بعد الاحتلال الانكليزي , عن السياسة وتفرغ رجال النهضة الأدبية إلى الأدب الخالص فاتخذوا قهوة كتكوت بشارع