من كان طويلاً القامة , قوي البنية , جميل الطلعة , ذا ذكاء لا يباهي به , لين العريكة , متسامحاً بالجزئيات , غيوراً في الحب , رؤوفاً بالضعيف , يركن إليه في كل الأحوال ويمكن خداعه أحياناً. وإني وإن كنت أرى صعوبة التعميم في أمور كهذه , فلا ريب عندي أن أكثر النساء يملنَ إلى الرجل الذي يستأثر بالسلطة , وإن يكن بعضهنَّ يفضلن الاستبداد على الإهمال , لأن المستبد شرس الطباع , مكروه في الغالب
وردت هذه الجملة في آخر رواية كتبتها آدا ليفرسون , فلفتت نظر مدير مجلة الستراند , فاتخذها موضوعاً اقترحه على أديبات الانكليز فوردته الأجوبة التالية: لا يصح التعميم في قضية كهذه؛ فإن لكلٍ من الناس في الحبّ مذهباً ولولا ذلك لساد في الأرض الشقاء. وأنا أوافق السيدة ليفرسون على كره الرجل المستبدّ , وحب الرؤوف. أما رأيي الخاص فإني أقدّم الحيطة والرعاية على باقي الصفات , إذ لا شيءَ عندي أبغض من الإهمال وعدم الاكتراث. ولستُ أُعلّق على المنظر الشخصي كبير أهميةٍ , فإني أعشق في الرجل أخلاقهُ لا أسنانهُ البيض وشاربهُ المفتول.
مود. أنسلى
إن وصف آدا ليفرسون يصدق بالإجمال على النوع الذي تفضّله النساء. غير أنَّ بعضهنَّ يفضّلنَ ذا النفس الكريمة , ولو كان قبيح الصورة , والقويَّ على الضعيف. أما المستبدُّ الشكِس الطباع فلا يُطاق. وقد أصاب هزلت في قولهِ: عن المرأة تعشق الرسم الذي اعتادت تصويرهُ في مخيلتها.
أدلا بيد أرنولد
ليس أبغضُ لديَّ من الشاب الجميل. غير أني اشترط في من أحب إن يكون منظرهُ مقبولاً. ذا عينين لطيفتين , وذقن تدلُّ على القوَّة , وإن لا يكون