ومن عادة بني رومانوف أنهم يشترطون بقاء بناتهم على المذهب الأرثوذكسي إذا تزوجنَ بغير أرثوذكسي ويشترطون عند زواجهم بغير أرثوذكسية أن تدخل زوجتهم في المذهب الأرثوذكسي أولاً وهي عادة تدل - بقطع النظر عن العقيدة - على رفعة الأخلاق وكرامة النفس فإن الدين كالعرض لا يتاجر بهِ.
يوسف الخازق
[المرء ودنياه]
عرف القراء أننا نرمي في ما ننشره لكتاب مختلفين من أصقاع مختلفة إلى جعل هذه المجلة مرآة تتجلى فيها حالة اللغة والأفكار في جميع الأمصار العربية. وفي مقالة الآتية التي جاءتنا من دار السلام وفي نشرناه قبلها لكتاب الزهور في العراق ما يصح أن يكون نموذجاً للأسلوب الإنشائي والحركة الفكرية في تلك الربوع التي عاشت اللغة العربية فيها عصرها الذهبي:
حياة المرءِ في دنياهُ ركبٌ ... يجوب الأرضَ في طولٍ عرضِ
فتغويرٌ لهُ في أرض قومٍ ... وتعريسٌ له في غير أرضِ
وأيام الشهور هي المطايا ... تحثُ السيرَ بعضٌ إثرَ بعضِ
وما عيشُ الفتى إلاّ غرورٌ ... كظل زائلٍ أو خفق ومضِ
يعيش ابن آدم في الدنيا وهو مغرور بزهوها , وزهرتها. مشبوب الفؤاد بحبها , طائر القلب إليها , مشغول الخاطر بقطعها ووصالها؛ يطلب منها الوفاء وهي تغدر بهِ ويتوسل إلى قربها بكل وسيلة وهي تخدعهُ , وتمنّيه بالوعد. وما مواعيدها إلاّ الأباطيل! ولو علم الإنسان - أن الدنيا غادة عطبول , وعاشق ملول. إن وصلت قطعت , وإن أعطت منعت. نعينها بؤس , وحلوها مرٌ , وراحتها تعب , وبقاؤها فناء , وعمارها خراب , وأهلها في خطر منها - ما ركن إليها بكله , وما سعى لها كلَّ