نتيجة عمومية - لولا أن أتاح الله للغناء العربي في العهد الأخير المرحومين أبا خليل القباني، وعبده الحمولي، لكانت صناعة هذا الفن الجميل قد اندثرت ولم يبق لها أثر. فإن القباني نقل إلى مصر ما أخذه بالسماع والتواتر عن الأغاني العربية القديمة أحياها، والحمولي أخذ تلك الطريقة وهذبها ثم تفنن فيها حتى اختص بها وأخذها عنه معاصروه فذهبوا فيها أيضاً مذاهب شتى.
حبذا لو استطاعت الحكومة المصرية - وهيا لحكومة العربية الوحيدة التي تسعى أبداً إلى تخليط مجد العرب - أن تنشئ مدرسة لفن الموسيقى العربية فتحفظ هذا الفن من الضياع، وتعيد له مجده القديم. إن هذه لأمنية لنا على الحكومة لعلنا إن نعود إليها فنوفيها حقها من البحث.
[ثمرات المطابع]
تاريخ آداب اللغة العربية - واضع هذا السفر النفيس جرجي أفندي زيدان ليس بحاجة إلى التعريف. فهو من أشهر كتابنا وأكثرهم نشاطاً واجتهادا، ً وأجلهم خدماً للغة العرب وآدابها وتاريخ تمدن أممها. وإذا ما ذكر يوماً الكتاب الذين كانت لهم يد في النهضة الأدبية في هذا العصر جاء اسم زيدان في مقدمتهم. فإن مؤلفاته - بين تاريخ وروايات وآداب واجتماع - تعد بالعشرات. وهي - وإن اختلفت في القيمة