لما نُكِبت بيروت نكبتها الأخيرة في ٢٤ فبراير - شباط , هزَّت الأريحية والمروءة دولة الأمير النبيل محمد علي باشا , شقيق الجناب العالي الخديوي , ونخبةً من سراة مهر وكرمائها , فتألفت لجنة رئيسها دولة الأمير , وقوامها أصحاب السعادة والوجاهة: محمد شواربي باشا , ومحمود رياض باشا , وعزيز عزت باشا , وإسماعيل باشا صبري , وخليل باشا مدكور , وإسماعيل باشا أباظة , وحسين باشا واصف , وعبد الرحمن باشا صبري , وخليل باشا خياط , ونجيب باشا شكور , وسليم بك أيوب ثابت , ورفيق بك العظم , وحبيب أفندي لطف الله , فاحتفلوا بإحياء ليلة خيرية في تياتر والأوّبرا الخديوية مساء الثلاثاء في ١٩مارس الماضي , لإعانة المنكوبين في تلك الحادثة الأليمة , فضمت الليلة أوجهَ وجهاءِ المصريين والسوريين يتقدمهم صاحبا الدولة الأميران محمد علي باشا , وحسين باشا كامل (عم سمو الجناب العالي) وصاحب العطوفة محمد سعيد باشا رئيس مجلس النظار وأصحاب السعادة النظار الكرام. فرأى الحاضرون في تلك الحفلة الأنيقة أحسن ما يُرى , وسمعوا خير ما يٌسمع ولما كانت الزهور منذ نشأتها إلى يومها الحاضر , عاملةً أبداً على إحكام الروابط الأدبية بين القطرين الشقيقين - مصر وسوريا - وقد طالما كتبت واستكتبت في هذا الموضوع المقالات والقصائد التي كانت صحف هذين البلدين تردّد صداها , وتعزّز مبدأها , رأت من الواجب عليها أن يكون لها يدٌ في تلك الحفلة التي أقامها أبناء أحد القطرين لإعانة أبناء القطر الآخر في بلواه. فتقدمت إلى اللجنة بلسان سعادة السري الأمثل سليم بك أيوب ثابت , فأُذن لها وحدها في نشر ما أعدّ لتلك الليلة فجمعتهُ في كرّاس خاص , صدّرتهُ برسم دولة الأمير الرئيس , وقدمت منهُ عدداُ كبيراً إلى اللجنة , ليلة الاحتفال , ليُضاف ثمنهُ إلى مبرات المتبرعين. وقد ارتأت الزهور ألاَّ تحرم قراءَها من تلك النفئات الشائقة , فأودعتها في هذا الجزء ليبقى لديهم أثراً لروح التآخي والتضامن , ذلك المبدأ الشريف الذي بسطهُ حضرة سليم بك ثابت الخطيب المشهور في ختام تلك الحفلة في خطبة بليغة ألقيت ارتجالاً فلم نتمكن من إثباتها.