أو على الأقل القرن الذي عاش فيهِ , ملحقاً ذلك بأسماء أشهر مؤلفاتهِ , لكي يطلبها من يرغب في زيادة الإطلاع , أو على الأقل ليكتفي بمعرفة أسمائها. وكان يُستحبُّ أيضاً مراعاة تاريخ الكتَّاب في إيراد كتاباتهم , فلا نقرأ شيئاً للمتنبي المتوفي سنة ٣٥٨هـ وبعهدَه أبياتاً لبشار بن برد الذي توفي قبله بنحو من مئتي سنة , ثم ننتقل دفعةً واحدة إلى أحد شعرائنا المعاصرين. فهذه
الأمور لا تخفي أهميتها في تنسيق المختارات وترتيبها , وقد راعاها الإفرنج قبلنا في مختاراتهم , فكانت نتيجتها تفوّق ناشئتهم في حفظ تاريخ آدابهم الأمر الذي يكاد يجهله حتى المتأدبون منا. على أن مختارات المنفلوطي تُعَدُّ من خير ما لدينا من هذا القبيل
الدولة والجماعة - عنوان لكتيّب يقع في ٦٥ صفحة وضعهُ بالتركية أحمد شعيب بك , ونقله إلى العربية محبُّ الدين أفندي الخطيب أحد محرري جريدة المؤيد , وصدَّره رفيق بك العظم بمقدمةٍ عن علم الجماعة في الشرق. الواضع من مشاهير الكتاب الأتراك , والمترجم من حملة القلم البارعين. أما رفيق بك فمنزلتهُ الأدبية معروفة لدى الجميع. إن كتاباً هذا شأنه لخليق بكل أديب أن يطالعهُ بإمعان ولاسيما أنهُ يحتوي بحثاً مفيداً قلّما عالجتهُ الأقلام العربية إلاَّ في العهد الأخير. فلمحبّ الدين الخطيب الثناءُ الوافر