للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[في رياض الشعر]

الملك المظلوم

هدية إلى الفاضلة البرنسيس الكسندر أفيرينوه فيزنيومكا

مكانك الأفقُ فما أنزَلكْ ... بُدلِتَ عنهُ الأرض أمْ بَدَّلتْ

يا مَلَكَ اللهِ أيرضي الملَكْ ... مثلك الثرى من بعد مُلك الفلكْ؟

كلاّ. فلنْ تألفَ هذا الأنامْ ... خُلقتَ من نورٍ وهُمْ من ظلامْ

أين جناحاكَ؟ متى فارقاكْ ... قد سقط في الأرض أمْ في السِّماكْ؟

إنك أوْلى بمجد ذاكَ المقامْ ... مِثلكَ لا يهنأُ فوقَ الرَّغامْ

مَنْ عندنا يفهمُ هذا الجمالْ؟ ... أيُّ أمريءِ يهوي صفاتِ الكمالْ؟

أنتَ خيالُ الحبِّ نِعمَ الخيالْ ... حَذارٍ , اتدخلْ قلوبَ الرجالْ

تِلكَ قلوبٌ دَهْرها في اضطرامْ ... كأنها موقدَةٌ بالآثامْ

إن تُؤتَ خيرا بينهم يحسدوكْ ... وإن تجُدْ بالفضلِ لا يحمدُوكْ

دانَيْتَهمْ لكنهم أبعدُوكْ ... لو صرتَ ربَّ القوْم لم يَعبدوكْ

أُفّ لخَلقٍ ليسَ فيهِ كرامْ ... هَلْ كرَمٌ يسكنُ هذي العظامْ

تَبقى لياليكَ وتفنى المنى ... بين الهمومِ الكثْرِ بينَ الضنى

ويَلي فكم تحملُ هذا العنا ... كمْ تشتكي أنتَ وأبكي أنا!!

<<  <  ج: ص:  >  >>