للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أحد أدباء الفرنسويين لكل امرئ وطنان: وطنه الأصلي ووطنه باريس فلبيك إذن على باريس كل الناس، فهي وطن كل الناس.

من حقها على من أكرمت وفادتهم ورحبت بهم منزلاً، ونثروا عليها التبر وهي حالية، أن يكرموها في مصابها، وأن ينثروا عليها التبر وهي عاطلة.

سأبكي باريس مستمداً دموع الغمائم، مستعيناً بعيون النيرات. فإن تنفد الدموع، فإن من الأسى ما يجدده الشوق، وينميه الغرام. سلام على باريس في مصابها. سلام عليها في جلبابها الأسود. وكأنها العذراء بعثت لتدعو العالم إلى السجود. . .

ولي الدين يكن

[الغد]

السيد مصطفى لطفي المنفلوطي أشهر من أن يعرف. فلقد نالت كتاباته الرائقة شهرة بعيدة وتناقلتها صحف القطرين. وهو مباشر الآن طبع كتاب تحت عنوان النظرات جمع فيه ما نشره على صفحات الجرائد والمجلات. وسيكون هذا الكتاب النفيس خير متحف جمع بين أسلوب الأقدمين وتفنن المحدثين. وسنعود إليه بالتفصيل بعد بروزه من عالم الطباعة إلى عالم المطالعة. ونحن واثقون بأن كل قارئ سيضمه في مكتبته إلى كتبه الثمينة. وقد تفضل صاحبه بان يترك لنا اختيار ما نريد من الملازم التي نجز طبعها لنحلي به العدد الأول من هذه المجلة. ولذلك أتيح لنا أن نتحف القراء بالمقالة الأولى من كتاب النظرات وهي تحت العنوان المتقدم:

عرفت أني فكرت ليلة الأمس فيما أكتب اليوم، وعرفت أني ممسك الساعة قلمي بين أصابعي، وأن بين يدي صحيفة بيضاء، تسودُّ

<<  <  ج: ص:  >  >>