بهذه العبارة، أو بعبارة أخرى تشبهها معنى وإن خالفتها مبنى، يتقابل الأصدقاء والأقارب في هذه الشهر شهر المواسم والأعياد من رأس السنة الهجرية فعيد الميلاد فرأس السنة الغربية فالشرقية. وبكلمات التبريك وتمنيات الهناء والتوفيق تصافح كل من تجمعك به صلة رحم أو رابطة صداقة أو علاقة عمل. . . تبريكات وتمنيات كثيراً ما لا تشترك القلوب مع الشفاه في التلفظ بها؛ على انها من المصطلحات التي جرى عليها بنو الإنسان في معيشتهم الاجتماعية. ومهما يكن قد أفقدها الابتذال من رونقها الأصلي ومعناها الوضعي، فإنها لا تزال تدل على عاطفة جميلة، وهي تناسي الضغائن والأحقاد التي تولدها المنازعات اليومية بين الناس فيم عترك تنازع البقاء. وكلما زاد هذا التنازع شدة، زاد شعور بني البشر بالحاجة إلى أيام تتبدد فيها من جوهم غيوم المشاحنات وتشرق شمس البشر والسلام. . . أقف عند هذا الحد لأني لا أريد أن أعكر على قرائي صفاءهم بمطرة من الفلسفة الاجتماعية. ولكني أقول لهم من صميم الفؤاد لا من الشفاه فقط: كل عام وأنتم بخير شاكراً الذين أرسلوا تهانيهم إلى صديقهم حاصد على حسن التفاتهم، سائلاً للجميع خير ما يسأل في هذه الأعياد للأصدقاء المخلصين، وكلنا في حاجةٍ إلى أشياء