بيروت يا راحَ النزيل وأنسهُ ... يمضي الزمانُ عليَّ لا أسلوكِ
الحسن لفظٌ في المدائن كلّها ... ووجدته لفظاً ومعنىً فيكِ
نادمت يوماً في ظلالِك فتيةً ... وسموا الملائكَ في جلالِ ملوكِ
يُنسون (حَسَّاناً) عِصابة (جلّق) ... حتى يكادَ بجلّقٍ يفديكِ
تاللهِ ما أحدثتِ شرًّا أو أذى ... حتى تُراعى أو يُراعَ بنوكِ
أنت التي يحمي ويمنع عرضها ... سيف الشريفِ وخنجرُ الصعلوك
إن يجهلوكِ فإن أمّكِ (سوريا) ... والأبلقَ الفردَ الأشمَّ أبوكِ
والسابقينَ إلى المفاخر والعُلي ... بَلهَ المكارمَ والندَّى أهلوكِ
سالت دماءٌ فيكِ حولَ مساجدٍ ... وكسائس ومدارسٍ وبُنوكِ
كنا نؤملُ أن يُمدَّ بقاؤها ... حتى تبلَّ صدى القنا المشبوكِ
لكِ في رُبى النيل المبارك جيرةٌ ... لو يقدرون بدمعهم غسلوُكِ
يكفيكِ بُرَءا للجراح ومرهماً ... أنَّ الأمير محمداً يأسوكِ
لو يستطيع كرامُ مصرَ كرامةً ... لمحمدٍ بقلوبهم ضمدوكِ
هو في أبتناء المجد صورة جدّهِ ... أذكرتِ إبراهيم في ناديكِ؟
شوقي
[خطبة سعادة الأستاذ أحمد زكي باشا]
إن الله يأمر بالعدل والإحسان
يا سيدي الأمير النبيل , يا زهرة الربيع في روضة النبيل , يا حفيد محمد علي الكبير , وشريكة في اسمه الجليل وفعله الجميل! حيَّاك الله وبيَّاك! فأنت القدوةُ الصالحة للأكابر في حبّ قومك , وأنت