فلمَّا بلغَ الأمرُ أقاصيَهُ , وعصفت شرّةُ الشباب بالرأي والجَلد فاستطارتهما , ضربَ الصبَّانِ على سلاسل الأسر فتساقطت حلقانهما في صلصلةٍ تصمّم الآذان , وانطلقَ سهيلٌ يطلب الثُّريا , وضمَّ الروحَين عناقٌ هو خاتمة السعادة والشقاء.
لله أنت يا شوقي بك؟ إذ تقول:
نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامٌ ... فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ
هذه روايةُ الغرام في بيت واحد , لو نطق به الدهر لتاهت به صروفه.
وليّ الدين يكن
[الزهر]
رأيت صباح اليوم أزهار الربيع على أكمل ما تكون , إِمَّا في أكمامها , وآثار الصحة بادية عليها؛ وأمَّا زاهية قد مزقت أكمامها وأسفرت من حجابها بينَ بين. لاهُنَّ نواشز خالعات العذار , ولا هنَّ متخذات ستوراً من الأكمام والأفنان. أسفرنَ فكلهنَّ قرة للعين ولذة للشم ومبعث لحركات العواطف. لا أعرف عن طريق اليقين الوجه في جمال هذه الزهور ولكنها في الواقع جميلة. كذلك لا أعرف الصلة الخفية بين رؤية الأزهار وشمَّها وبين آيات الحب. جلَّت حكمة الله أن تتناولها عقولنا. ولكن الاستقراء دلَّ