للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأميران في سورية]

أميران جليلان زارا سورية في الشهر الغابر، وتنقلا بين آثارها وربوعها: البرنس فردريك ايتل نجل أكبر عاهل غربي، والأمير محمد علي شقيق أعظم أمير شرقي. جاء الأول القدس الشريف للاحتفال بتدشين المستشفى الألماني، وزار الثاني سورية ولبنان سائحاً متجولاً. فكان في زيارة الأميرين أكبر معنى، وأشرف مغزى.

١

فلسطين وطن الأنبياء، ومهد الشعر والشعراء:

وقف أرميا في ربوعها راثياً، فسالت قريحته بأرق الأشعار، وقام على أطلالها نادباً باكياً، فعلم الشعراء كيف يكون الوقوف والبكاء على الأطلال.

وأنشد النبي داود متغزلاً بابنة صهيون على المزمار والقيثارة، فأوقف العالم على سر الغزل والإنشاد. . .

ورفع سليمان في أورشليم، عمد هيكله العظيم، فعلم الملوك كيف تبنى الهياكل، وترفع الأعماد. . .

شعوب إثر شعوب، وملوك تلو ملوك، توالت على تلك الناحية وعرفت منتهى العظمة والعمران، وذاقت ثمالة المذلة والهوان.

هذه هي فلسطين التي ترحب اليوم بابن عاهل الألمان ومواطن جوت وشولر، ترحب وتؤهل ذاكرة ملوكها وشعراءها، وقد حظيت في جوفها رفاتهم، وفي هوائها أنفاسهم، وعلى آثارها وفي هياكلها ذكرهم وأسماءهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>