للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فيه مأربك وبلغت منه مرامك.

بيدك الأثيمة - أيتها الحاجة - تبذل الأعراض، وتهتك الحرائر، وتنضب مياه الوجوه.

وبيدك الأثيمة تفتح أبواب الشرور، وتشاد هياكل الرذيلة، وتحفر القبور لوأد العفاف والشرف والضمير.

وأنفاسك المستعرة بنار الشهوة تمر على الجباه العالية والأنوف الشماء فتترك عليها أثراً من دخانها الأسود يجذبها للتمرغ في جحيم الرذائل.

ليتك تخلعين عن منكبيك دثار الخفاء، وتظهرين أمام عين الرائي كما تظهر أفعالك الخبيثة، إذن لجردت من عزيمتي ماضياً أغمده في صدرك. إذن لأرحت العالم من شرك وبدلت هذا الناموس الفاسد الذي يسيرون عليه، وأطلقتهم من عقال الهم والشقاء، وأريتهم كيف يكون الهناء في العيش وأين يجدون السعادة التي ينشدونها.

(مصر)

محمد شريف وصفي

[حقائق]

رفع ستار ليل يونيو، فظهرت ألسنة النور المندلعة من فم الشمس. وكأنما هي ثكلت أولادها، فباتت تندبهم فأصبحت متلهبة الأنفاس محروقة الكبد تذيب دماغ الضب.

استعاذ الناس بمن لو أراد لأثلج كبدها وقالوا: اللهم إنك خالق

<<  <  ج: ص:  >  >>