ولد في النجف , وبها نشأ وحصل. وقضى شطراً من شبيبته في بلاد نجد حيث تشتغل أسرته بالتجارة. ثم هو في النجف يعد في صدور العلماء المجتهدين , وعمره ستون سنة ونيف.
تأثير الإقليم - للإقليم ولنوع المعيشة أثر كبير في تكوين أخلاق الإنسان وملكاتهِ النفسية. وإذا التفتنا إلى من تترجم اليوم رأينا الشاهد على ذلك. الوسط الذي وُجد فيهِ الرجل , أول ما وُجد , كان مباءَة علمٍ وأدبٍ وشعور , والسماءُ التي رمقها , أول ما رمق , وضَّاءَة جميلة , الحرارة شديدة الوقع , ولون النور ناصع بياضه. فأهّلهُ ذلك , فوق ما في فطرتهِ من الاستعداد , لأن يكون ملك الشعر والشعور , وربَّ الفصاحة والبلاغة , الساحر بيانه , الفاتن عيانهُ. ولم يكن ذلك كلَّ ما جعل الرجل كذلك؛ بل إنه وُجد في مهد البساطة , وتمكنت من نفسه آداب الفطرة الصحيحة , فصفا ذهنه , واتَقد خاطرهُ , وقد انتشق نسيم بلاد العرب الجافّ المعتدلة حرارته , وشاهد الأودية والجبال والشعاب النضرة , فانعكست في لوح باطنهِ صوَر تلك المشاهدات الغريبة , وطالع رياض الجزيرة وأرباضها , فأجال طرفه هناك في بساتين الطبيعة العامرة؛ هناك في موطن الحب والعواطف , موطن الدموع , وفي مهبط الشعر والعشق والحياة الخفيفة