زيارة القبور وإكرام الموتى عادة شائعة عند أهل جميع المذاهب قديماً وحديثاً، ولا يخفى ما فيها من العبرة والذكرى والوفاء. وقد خصص المسيحيون اليوم الثاني من هذا الشهر للقيام بهذا الواجب (٢ نوفمبر: تذكار الموتى).
هناك في مثل هذا اليوم بين تلك المنازل المقفرة أقضي ساعة من الزمن في كل عام، وأقوم بواجب تفرضه علي المحبة ويقضي به تذكار المودة. ساعة أقضيها في بكاء ورثاء فتولد راحة في القلب وتسكيناً في الفؤاد، كأن الأحزان تذوب مع الدموع المتساقطة، والأشجان تتطاير وتضمحل مع الزفرات المتصاعدة.
هناك في منازل الأموات بين القبور الساكنة وتحت أشجار السرو الباسقة وقفت وبكيت، واتعظت وتعزّيت. . .
فيا طلاب العواطف الرقيقة ومحبي المواقف الرهيبة، اقصدوا المقابر في مثل هذا اليوم فتشعروا بأرق العواطف وتتمتعوا بأجل المواقف. . . .!
ويا عشاق الفنون الجميلة، أيها الشعراء والمصورون أموا القبور فتلقوا غذاء لقريحتكم، اسقوا أقلامكم بالدموع التي تذرف هناك، فتسيل منها أرق القصائد وترسم أسمى المناظر وأبدع المشاهد.
ويا أيها الأحياء زوروا منازل الأموات فتدركوا ماهية الحياة وجوهر الممات. . .