[في رياض الشعر]
نفس مكرمة ونفس تُزدرى
غيرت عهدك في الهوى فتغيرا ... ملك الهوى قلبي وقلبك ما درى
كوني كما أنا في الغرام وفية ... لا تهجريني ما خلقت لأهجرا
أصبحت فيك من الولوع بغاية ... إن زدت حسناً لا أزيد تحيرا
بلغ المدى بي كل شيء في الهوى ... فإذا أردت زيادةً لن تقدرا
يسمو بك الحسن المدل إلى السما ... ويمت بي الجد المذل إلى الثرى
ماذا التخالف في المحبة بيننا ... نفس مكرمة ونفس تزدرى
ينفك عمري في الهوى متقدماً ... ويظل سبقي في الهوى متأخرا
وأكاد أحسب في غرامك شقوتي ... لو كان يسعد عاشق بين الورى
عندي حديث إ أردت ذكرته ... من لي بأن تصغي إلي وأذكرا
عصفت به ريح الملامة موهناً ... فجرى على وجه العذول وغيرا
لا تنكري نظرات عيني خلسة ... الله قد خلق العيون لتنظرا
وقفت عليك فما انثنت عن منظر ... فتنت به إلا لتطلب منظرا
أرسلت طيفك في المنام يزورني ... فدنا وولى وهو يعثر بالكرى
لم يبق من أثر سوى تبسامة ... خطرت على نفس الهوى فتأثرا
أتبعته أملي فأقصر دونه ... ولو استمد بلفتة ما أقصرا
لا يعذلوني في غرامك ضلة ... من هام فيك فحقه أن يعذرا
رقت حواشي الروع فيك صبابة ... ونهى النهى عنك الفؤاد فأعذرا