(توماس هود شاعر من أبلغ شعراء الانكليز عاش في النصف الأول من المئة التاسعة عشرة. توفيت أنه وتركته طفلاً لعناية رابّته فنشأ رقيق الإحساس شديد التأثر حتى بلغت به رقة الشعر حد الجنون. وكان يهوى فتاة جميلة تدعى مس كليمانسي عاهدها على الاقتران ولكن فرط الديون التي كان يُطالب بها ألجأته إلى الفرار من انكلترا فلم يرجع إليها إلاَّ بسبب موت حبيبته. وقد كتب إليها الرسالة الآتية على أثر موتها ونظم فيها قصيدة هي أرق ما تصوره شاعر في هذا الموضوع)
أيتها الروح الطاهرة:
لستُ أعلمُ أين أنتِ الآن , وأين مقرُّكِ من عالم الأبدية. لعلك ترفرفين بأجنحتكِ الذهبية في هذا الفضاء اللانهاية له , وتتنقلين بين كواكبه السابحة , كما تتنقلُ الفراشة في الحقول. وسواء كنتِ مستقرةً في رحبتهِ أو محلّقةً في فراغهِ , فلا شك أنك ترين عالمنا هذا أقلّ مما يرى النسرُ النملة من علوهِ الشاهق؛ وتتذكرين أيامكِ القليلة على هذه الأرض السابحة معكِ في فراغ غير مدركِ الحدود فإن كنتِ , وأنتِ خالعة ثوب الهولى , قد نسيتِ أيام كنا نجلس معاً على شاطئ تلك البحيرة الهادئة , فأنا لا أنسى تلك الأيام السعيدة ,