قرأت أدبية بيروت كلمتي بين هدى وأدما فأغضبتها وهي على ما هي عليه من لين العبارة ونعومة المعنى وقرأت ردها علي فأخذتُه بحلم وسعة صدر على ما فيه من القوارص والمغامز فكان غضبها وحلمي دليلين على نقيضين: ضعف النساء ورصانة الرجال.
قبل الموضوع لي ملاحظة:
أولاً: عتبت الآنسة أدما ورفيقاتها على صاحب الزهور لأنه وسع لمقالي صدر مجلته فهي إذن تريد أن يباح القول ويمنع عن فريق آخر، ويصدر الحكم لصالح الفريق الأول. فالداعي وإن لم يكن من القضاة ولا المحامين يرى أن استئثار خصم بالكلام دون الآخر يجعل البحث والحكم باطلين، وهي حقيقة بديهية ما كانت لتخفي على الآنسة أدما ورفيقاتها لولا ثورة العواطف. ولو أنهن رغبن بحرية الكلام وإباحته للخصوم لأثبتن رحابة صدرهن. أما الآن فقد سجلت السيدة أدما ورفيقاتها المندهشات على أنفسهن واحدة من تلك المميزات التي تؤكد ضعفهن وتكون حجة للرجال عليهن.
ثانياً: جاء في ردها فإذا كانت المرأة الآن كما تزعمون فلأنكم أنتم أردتموها كذلك يا معشر الرجال.
هنا قررت الآنسة الأديبة ضمناً أحقية دعوانا وسلمت أن المرأة هي