كان الشهر المنصرم شهر أفراح وأعياد - عيد الأضحى الإسلامي فعيد الميلاد المسيحي - فتبادل الناس التهاني، وتزاور الأخوان والأصدقاء معيدين، وانقطع الجميع عن أعمال الحياة ومشاغلها، وأخلدوا بضعة أيام إلى الرحالة العقلية والجسدية. وما الأعياد إلا واحات جميلة خضراء في صحراء هذه الحياة المضنكة المقفرة. يصل إليها الإنسان منهوك القوى فينعش جسمه بنسمة هواء ينشقها، ويحيي فؤاده بجرعة ماء يرشفها، فيجدد ما خار من قواه، ويعاود السير جاداً بنشاط حتى يجتاز المرحلة الأخيرة، ويبلغ الغاية القصوى.
ينشر هذا الجزء من الزهور من تحت الطبع مع حلول عيد جديد وهو بزوغ سنة ١٩٩١ ميلادية مع أول يناير (كانون الثاني) وابتداء السنة الهجرية ١٣٢٩ في ٢ منه الموافق غرة محرم. فإدارة هذه المجلة تتقدم لقرائها وأنصارها وكتابها وكل العاملين فيها بتهاني العيد سائلة لهم العافية والسلامة والهناء والتوفيق.