للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

١٩١١ م=١٣٢٩ هـ

كل سنة تسافر سفرة كبيرة تدوم ٣٦٥ يوماً و٦ ساعات و٩ دقائق و١١ ثانية: سفينتنا الأرض، وبحرنا الفضاء، وملاحنا الطبيعة، مصدرنا الحياة، ومقصدنا الأبدية. . . سلسلة أسفار حلقتها الأولى في المهد، وحلقتها الأخيرة في اللحد. وقد سافر بعضنا هذه السفرة عشرين مرة، وبعضنا ثلاثين، وآخرون خمسين أو أقل أو أكثر. . . منا من يتأثر لكل عارض يطرأ عليه أثناء السفر، فيأخذه الدواخ، ويقع متلاشياً، ومنا من يبقى ثابتاً حازماً تأبت عليه الطبيعة، وثارت العناصر، وهاجت الأنواء. . .

سفرة من سفراتنا هذه انقضت وقد بدأناها في أول يناير سنة ١٩١٠ وأنهيناها عند منتصف الليل البارح. وما كدنا ندخل المرفأ، حتى أقلعت السفينة بنا للحال، وخرجنا لرحلة جديدة حول الشمس وهي السفرة العاشرة بعد المئة والسبعة آلاف للخليقة حسب الترجمة السبعينية. فيجدر بنا أن نذكر شيئاً عما يعرض لنا أثناء هذه الأسفار المتواصلة:

تقطع في كل ساعة ١٠٦. ٧٠٠ كيلومتر حول الشمس أعني في كل دقيقة ١٨١١ كيلومتراً ونصف تقريباً. وفي أشهر السنة الاثني عشر تكون الأرض قد قطعت ٩٦٣ مليوناً من الكيلومترات. فما أسرع سيرنا في بحار اللانهاية.

أما سفينتنا فهي عظيمة الطول والعرض يبلغ نطاقها الأربعين مليون

<<  <  ج: ص:  >  >>