لست أشعر بيقظة العواطف الشجية في فؤادي , وثورة الذكرى بين جوانحي عندما نحتفلُ بالأعياد مثلما أشعر بها حينما تبدو طوالع عيد الميلاد. إخال أن في هذا العيد جاذباً علويّاً يجتذب الايئدة إلى هياكل الشعور والتأمل , ويطير بالنفوس إلى فراديس المسرّات حيث تحلّق في أجواء الملذات الروحية وتتمتع باستكانتها إلى العقائد الدينية. أي شيء أعظم تأثيراً ووقعاً في النفوس , وأسرع نفوذاً إلى أوتار القلوب , واستيلاءَ على الأفكار من ترنيم تلك الأنشودة الملكية المنبعثة من أرجاء الهيكل يتوهم الكثيرون مجرد تمتيع الجثمان بلذيذ الأطعمة وجديد الثياب ونفيس الحلي. إن للعيد غاية أسمى من هذه. للعيد معنى نبيل رمى به واضعوه إلى تجديد المودة وربط قلوب الشعوب بأسباب المحبة وتوثيق عرى الفرابة بين الأسر , والصداقة بين الأصحاب التي فصمتها يد المصائب وعبثت بها عواصف الحياة , فيجتمع البنون حول موقد والديهم , ويلتئم شمل الأصحاب حول موائد بعضهم بعض ويصطبغ الجميع بصبغة العيد. ومما جعل لعيد الميلاد مزيةً وميزةً خصوصيةً على غيره هو أن