نشرنا في العدد الماضي (ص ١٠٧) قصيدتين لشاعرين من سورية جواباً على قصيدة عبد الحليم أفندي المصري التي شكا فيها من كساد الشعر في مصر وسأل زملاءه في الشام عن حالتهم. (راجع قصيدته ص ٥٩) وننشر اليوم قصيدتين ثانيتين وردتا على المجلة من سورية بهذا المعنى. وتسرنا هذه المراسلة الأدبية بين كتاب القطرين فنحن إنما أنشأنا هذه المجلة لتكون رابطة أدبية بين الأقطار العربية.
١ - يا شعراء النيل
يا دهر من أغراك بي للحرام ... ما مهجتي مرمى لكل السهام
إن كان ذنب العاشقين الهوى ... يا دولة الحب عليك السلام
قد كان لي قلب به صبوة ... ومقلة ترعى نجوم الظلام
قد كان - والعهد قريب بنا ... مذ جزت بالعشرين عفت الغرام
أصبحت لا أشتاق وادي النقا ... ولا أجاري نائحات الحمام
أمسيت لا أبكي بسقط اللوى ... ولا أناجي فيه بدر التمام
لأنصف الدهر بأحكامه ... لو كان للدهر وفاء الذمام
ولا رعوى عن غيه تائباً ... لو ينكأ الدهر قراع الملام