مضت الأيام الطيبة على دول الشرق , دول تجاوب على أفنانها الشعراء والشاعرات , والكاتبون والكاتبات. حيث أصاخت عروشُ الملوك والملكات لكل مُسمعٍ ومُسمعة من سادة الكلام. ومضت الأيام الطيبة على دول الغرب , دول أطلعت من آفاقها وجوه المطربين والمطربات , أصحاب الفن وصاحباته. حيث تألقت التيجان على محاسن الوجوه ومحاسن النفوس. ولكن أدرك الشرق الكبرُ حتى أورثه ألَلكَن وسرَت على الغرب نسمة الحياة فجدَّ وتقدَّم ملكاتنا وولائدنا بتنَ عواقر , وملكاته وولائده أنجبنَ وأكثرنَ. فما خلَّفتْ عنان التي زعموا , ولا ولاّدة التي وصفوا , قينةً ولا أميرةً. ولقد أتت بعد مرغريت ده فالوى ومدام ده سفينيه كثيرات مثل مدام ستايل وجورج ساند. بلى أتت عقائل متوَّجات مثل ملكة الانكليز المرحومة فيكتوريا , ومعاصرتها كرمن سلفا. فباتت سماءُ الغرب حالية , وسماؤُنا عاطلة على أننا أصبحنا اليوم نرى في الشرق سيدات يبارينَ الرجال , ويجاوزنَ كلَّ سابق منهم. وكنا ظننا حقبة من الدهر أن لن أسمع ذلك الترجيع يخالطه ذياك الأنين , ولكن العصر ربيع الشباب , والميدان روض الحياة فأهلاً بالساجعات المطربات أعجبتُ إعجاباً شديداً بما نسجته أنامل الكاتبة الفاضلة السيدة هند عمون في تاريخ الخواتم. فذلك فصل أقل محاسنه أنه بلا نظير وقد تنظر عيني في هذه (الزهور) الطبيعية فترى كل زهرة كأنها ثغر الأمل فأقول لمن الزهرة , فيُقال لفلانة الفاضلة. أهلاً بالزهرات في حديقة الزهور. .!