قصدت عاصمة الأسبان هذه المرة عن طريق غير الطريق التي انّبعتها السنة الماضية. فبعد أن زرنا نابولي قامت بنا الباخرة إلى جنوى , فوجدناها أكثر جمالاً ونظافة من نابولي , وهي تمتاز عنها بمحاسن شواطئها , وكثرة متنزهاتها , وجمال حدائقها الغناء , وأهمها حديقة المركيز دي بلافتشيني وفيها كل أصناف الزهور والأشجار الموجودة في العالم , وكثير من التماثيل البديعة والرموز التاريخية. وقد شاهدنا فيها أشجاراً كبيرة من أرز لبنان الجميل. وهذه هي المرة الثانية التي أشاهد فيها أرز لبنان العزيز بعد أن شاهدته للمرة الأولى في حديقة القصر الملكي في بلدة الجرانخا في إسبانيا كما سيجيء الكلام عن ذلك. وأنهُ ليعزّ عليَّ أنه لم يتيسر لي حتى الآن مشاهدة أشجارنا التاريخية نفسها في أعلى تلك القمم الجميلة التي يفتخر لبنان بمحاسنها. وبالقرب من هذه الحديقة التي يقولون عنها أنها أكبر وأجمل حديقة في أوربا يوجد قصر جميل وروضة غناء للشاعر الكبير ادمون روستان ولكنهما أقل جمالاً وعظمة من قصره الشهير وغياضهِ ورياضهِ الفسيحة الكائنة في مسقط رأسهِ كامبو التي أتينا على ذكرها في الصيف الماضي.