للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[لو]

الشبيبة ربيع الحياة، والشبان زهرة الوطن، والشيخوخة صيف الحياة، والشيوخ ثمرة الأمة.

وإذا كان الفيلسوف اليوناني يقول: أمة بلا شبيبة هي سنة بلا ربيع فيمكنا أن نزيد: أمة بلا شيوخ هي أزهار بلا ثمار.

صدر الشباب الرحب مملوء آمالاً ونشاطاً، وعافية وإقداماً. لكن الشباب لا يعلم، والشباب لا يدري. فتذهب قواه سدى، وتضيع سجاياه عبثاً. فهي كالقوة الميكانيكية التي لا يعرف صاحبها أن يستعملها فتضيع بلا جدوى ولا فائدة.

ورأس الشيوخ مملوء حكمة وعقلاً وتروياً وإدراكاً. لكن الشيوخ قد فقدوا النشاط والإقدام. عرفوا استعمال القوى بعد أن أضاعوها. وأدركوا صفات الشباب بعد أن فقدوها. فهم أشبه بالميكانيكي الذي تعلّم إدارة آلته بعد أن تخربت.

فيجب أن يكون الشيوخ في الأمة الرؤوس المفكرة، وأن يكون الشبان الأيدي المنفذة. فباتحاد هاتين القوتين تترقى البلاد وتسعد. وليس أكبر من أمة شيوخها يرشدون شبانها، وشبانها يطيعون شيوخها. بذلك افتخر الشاعر العربي بقبيلته إذ قال:

وفتية إن نقل أصغوا مسامعهم ... لقولنا أو دعوناهم أجابونا

وبهذا المعنى قال الإفرنج في أمثالهم:

<<  <  ج: ص:  >  >>