فمضى هائماً على وجهه والصد ... ر يغلي بالحقد كالبركانِ
ساح في الأرض مستغيثاً ملو ... ك الريح من كل صادق معوانِ
بين هيف وزعزع ودروجٍ ... وسموم وعاصف مرنانِ
ثم وافى من بعد عامين في ... جيش خضمّ يموج كالطوفانِ
يزرع الرعب في البلاد ويكسو ... هوله الشيب هامة الشبانِ
خارباً في طريقه كل ما ... مرَّ عليه من عامر البلدانِ
وصل البيت وهو يحسب أن ... يذريه في الهواء مثل الدخانِ
إذ رأى في جوانب الدار مهداً ... فيه طفلٌ يبكي بغير بيانِ
ولدى الطفل أمه وهي من ... خوفٍ عليه شديدة الخفقانِ
فتلاشت قواه وانتصر الحب ... عليه والحب ذو سلطانِ
فجثا قرب طفلها آخذاً عنها ... يهزُّ السرير كالغلمانِ
بيروت
إلياس فياض
[لاعب القمار ومدمن الخمر]
لابد لكل حي على وجه المعمورة من فطرة غريزية وميل طبيعي يسوقه إلى تنفيذ مآربه وقضاء حويجاته. وما الإنسان إلا عبد خاضع وخادم مطيع لكل ما يجول بفكره من كبيرة وصغيرة. فلاعب القمار ومدمن الخمر ومستعمل التبغ ومتعاطي المنبهات والسارق والزاني كل منهم يكتسب هذه العادات الذميمة والأفعال الرذيلة التي تؤول به إلى مهاوي التهلكة من مصدرين. أولهما وراثي عن آبائه وأجداده.